کد مطلب:240966 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:119

سبحان الله مات رسول الله و لم یمت موسی بن جعفر
قال الصدوق حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضی الله عنه قال حدثنا الحسین بن محمد بن عامر عن المعلی بن محمد البصری قال حدثنا علی بن رباط قال قلت لعلی بن موسی الرضا علیه السلام: إن عندنا رجلا یذكر أباك علیه السلام حی و انك تعلم من ذلك ما تعلم، فقال علیه السلام:

«سبحان الله مات رسول الله - صلی الله علیه و آله - و لم یمت موسی بن جعفر علیه السلام! بلی و الله لقدمات و قسمت أمواله و نكحت جواریه». [1] .

لاریب أن رسول الله أعظم من موسی بن جعفر و من سائر الأئمة و الأنبیاء و الناس أجمعین، فإذا حكم علی الأعظم بالموت حكم علی غیر الأعظم بالطریق الأولی عقلا و لعل إلی هذه الأولویة العقلیة تشیر آیة «إنك میت و إنهم میتون» [2] بتقدیم الحكم بالموت علیه - صلی الله علیه و آله - المشعر بذلك [3] فالكلمة الرضویة تشیر إلی الحكم العقلی الذی لاریب فیه.

الواقفیة:

قوم قالوا بالوقف علی إمامة موسی بن جعفر علیهماالسلام و أنه حی و هو الإمام الموعود و أنه لاإمام بعده و هم المسمون بالممطورة قال سعد بن عبدالله الأشعری و هذه الفرقة من الرافضة تلقب بالممطورة و قد غلب علیها هذا اللقب و شاع فی الناس و كان سبب ذلك أن علی بن إسماعیل المیثمی و یونس بن عبدالرحمن ناظرا بعضهم فقال له علی بن إسماعیل و قد وقع بینهم: ما أنتم من الشیعة و إنما أنتم كلام ممطورة أراد أنكم جیف أنتان [4] لأن الكلاب إذا أصابها المطر فهی أنتن من الجیف فلزمهم هذا اللقب و فیه



[ صفحه 285]



یعرفون الیوم لأنه إذا قیل الرجل إنه ممطور عرف أنه من الواقفة علی موسی بن جعفر خاصة لأن كل من مضی منهم إلا القلیل فإنه واقفة قد وقفت علیه فهذا لقب الواقفة علی موسی بن جعفر - علیه السلام - خاصة. [5] .

أقول اسم الواقفة یطلق علی طوائف منهم من وقف علی الباقر علیه السلام و من الواقفة من وقف علی الصادق علیه السلام و الثالثة علی الكاظم علیه السلام و قد انقرضوا و اهتمت أحادیث أهل البیت علیهم السلام بإبطال مذهبهم ذكر أكثرها الصدوق. [6] .

و المجلسی [7] قال قد ثبت بطلان مذهبهم زائدا علی ما مرفی سائر مجلدات الحجة و ما سنثبت فیما سیأتی منها بانقراض أهل هذا المذهب و لو كان ذلك حقا لم جاز انقراضهم بالبراهین المحققة فی مظانها و إنما أوردنا هذا الباب مفصلا بباب شهادته علیه السلام لشدة ارتباطهما و احتیاج كل منها إلی الآخر. [8] و من عمد هذه الفرقة البطائنی و هو علی بن أبی حمزة بل هو أول من أظهر الوقف.

قال الأستاذ الخوئی قال الشیخ فی الكلام علی الواقفة: فروی الثقات أن أول من أظهر هذا الاعتقاد علی بن أبی حمزة البطائنی و زیاد بن مروان القندی و عثمان بن عیسی الرؤاسی طمعوا فی الدنیا و مالوا إلی حطامها و استمالوا قوما فبذلوا لهم شیئا مما اختانوه من الأموال.

ثم ذكر روایة محمد بن یعقوب عن محمد بن یحیی العطار عن محمد بن أحمد عن محمد بن جمهور عن أحمد بن الفضل (المفضل) عن یونس بن عبدالرحمن قال: مات أبوابراهیم علیه السلام و لیس من قوامه أحد إلا و عنده المال الكثیر و كان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته؛ طمعا فی الأموال! كان عند زیاد بن مروان القندی سبعون ألف دینار، و عند علی بن أبی حمزة ثلاثون ألف دینار. [9] .

محمد بن الحسین قال: حدثنی أبوعلی الفارسی عن محمد بن عیسی عن یونس بن عبدالرحمن قال: دخلت علی الرضا علیه السلام فقال لی: مات علی بن أبی حمزة؟



[ صفحه 286]



قلت نعم قال: قد دخل النار قال ففزعت من ذلك قال: أما أنه سئل عن الإمام بعد موسی أبی فقال: لاأعرف إماما بعده!! فقیل لا؟! فضرب فی قبره ضربة اشتعل قبره نارا. [10] .

و منهم محمد بن بشیر

قال الأستاذ الخوئی: محمد بن بشیر غال ملعون من أصحاب الكاظم علیه السلام [11] قال قال أبوعمر و قالوا إن محمد بن بشیر لما مضی أبوالحسن علیه السلام و وقف علیه الوقفة جاء محمد بن بشیر - و كان صاحب شعبذة و مخاریق معروفا بذلك - فادعی أنه یقول بالوقف علی موسی بن جعفر علیه السلام، و ان موسی علیه السلام هو كان ظاهرا بین الخلق یرونه جمیعا یتراءی لأهل النور بالنور و لأهل الكدورة بالكدورة فی مثل خلقهم بالإنسانیة و البشریة اللحمانیة [12] ثم حجب الخلق جمیعا عن إداركه و هو قائم بینهم موجود كما كان غیر أنهم محجوبون عنه و عن إدراكه كالذی كانوا یدركونه و كان محمد بن بشیر هذا من أهل الكوفة من موالی بنی أسد و له أصحاب قالوا: إن موسی بن جعفر لم یمت و لم یحبس و أنه غاب و استترو هو القائم المهدی و أنه فی وقت غیبه استخلف علی الأمة محمد بن بشیر و جعله وصیه و أعطاه خاتمه و علمه جمیع ما یحتاج إلیه رعیته من أمر دینهم و دیناهم و فوض إلیه جمیع أمره و أقامه مقام نفسه فمحمد بن بشیر الإمام بعده [13] .

و قال بربوبیة الإمام الكاظم علیه السلام و نبوة نفسه، و حكم علیه بالزندقة عند الخلیفة العباسی، فقتل و قد انقرضوا عن آخرهم و الحمد لله، و لكن فی كل دور دجالون ضالون مضلون وقی الله المسلمین شرورهم.



[ صفحه 287]




[1] عيون أخبار الرضا 86:1.

[2] الزمر: 30.

[3] لاتدل واو العطف إلا علي الجمع في الحكم فنا نعم تدل علي التقديم عرفا فتدبر.

[4] المقالات و الفرق 92، في هامشه أراد أنكم أنتن من جيف.

[5] المقالات و الفرق 92.

[6] عيون أخبار الرضا. 86 - 78/1 وفيه قال: إنما أوردت هذه الأخبار في هذا الكتاب ردا علي الواقفة....

[7] البحار 275 - 250/48.

[8] البحار 275:48.

[9] معجم رجال الحديث 216 - 215/11. عيون أخبار الرضا 91:1.

[10] معجم رجال الحديث 219 - 218/11.

[11] معجم رجال الحديث 127:15.

[12] هكذا.

[13] معجم رجال الحديث 128:15.